Thursday, February 23, 2012

شفيق : كنت النظام الجديد ...في النظام القديم




في مؤتمر حاشد

سمعت هذه الكلمة منه وهو في لقاء جماهيري في المحلة في رمضان الماضي وكان عقب مأدبه إفطار خصصت لقدومه ضيفا علي الجماهير التي دعته للمشاركة ولم يكن قد أعلن بعد نيته للترشح ولم ينفي أيضا .

الجملة تعني الكثير وهي أيضا تحتوي عدة مضامين يمكن أن تجيب على جدل تم فرضه في الإعلام وكأنه أمر هام ، بالضبط مثل جدلية مدني وعسكري التي يبدو أنها تم فرضها أيضا بقصد أو بغير قصد ، وهي قد تضر بفرص أي مرشح له خلفية عسكرية ، كما أن جدلية " النظام السابق " أيضا قد تسبب لدى بعض الناخبين عزوفا عن انتخاب أي شخص امتهن منصبا رسميا في السنوات السابقة بغض النظر عن أدائه وكفاءته ونزاهته .

فزاعة النظام السابق

الذين يشوحون بكلمة " انت من النظام السابق " قاصدين الاشارة بأن كل من عمل في هذا النظام لا يصلح للمرحلة الجديدة في ادارة الامور في مصر ، يفعلونها بحسن نية أو بسوء نية محاولين النيل من سمعة أي مرشح والاقلال من فرصه الانتخابية باختلاق فزاعة يسمونها " النظام السابق " ، وهي كلمة  أصبحت سيئة السمعة او هكذا تبدو ، ويتم لصق بعض التهم بها بشكل مباشر ولو بدون بينه ، فأصبحت كلمة " انت من النظام السابق " تعني انه بالضرورة فاسد او متسلق او له صلة مباشرة بمبارك أو ظالم أو غير كفؤ أو ولاؤه للفاسدين ..وهكذا . وهي طريقة معروفة في الوصم ، بمعني انك تختلق تعريفا وتضع تحته عدة مسلمات هي في الحقيقة كلها جدليات غير حقيقية ، ثم يتم التسويق للمصطلح ثم يتم لصقه بمن شئت لتشويهه وجعله في خانة الدفاع عن النفس مضيعين على المرشح وقتا كبيرا يحاول فيه الدفاع عن نفسه بينما مرشحون آخرون يتحركون بحرية في فضاء الراي العام لمجرد أنهم لم يمتهنوا مهنا رسمية في النظام السابق

كلهم عملوا في النظام السابق

ما هو النظام السابق ؟ هل هو مؤسسات الدولة الرسمية من وزارات وهيئات ونقابات وجامعات وغيرها ؟ ان كان هذا هو النظام السابق فالكل عمل فيه تحت مسمي وظيفي ما ، فمرشح معروف كان في نقابة الاطباء وله منصب رسمي ، واخر محامي ، واخر وزير خارجية ، ومرشح اخر عمل في وكالة الطاقة سيئة السمعة اصلا بيد أنه تم تبرئته من تهمة التواطئ المخابراتي لمجرد انه علي هوى النخبة التي تحترف اسباغ القاب النعمة والنقمة حسب مقاييس مطاطية تصلح اكثر في قصص الف ليلة وليلة لاننا في الحقيقة نتحدث في الهزل وليس الجد علي الاطلاق

كفاءة ومنهج تفكير

قبول الاخرورؤية للتطوير وتقديم الكفؤ وحسن الادارة ومكافئة المتقن ومعاقبة المهمل وتقليل الخسائر وزيادة الانتاجية وتأسيس بنية تحتية بدون عبء علي ميزانية الدولة ، والوقوف امام قرارات سياسية سيئة السمعة ، وتقدير قيمة العمل ، والقتال من أجل الوطن علي خطوط الموت الاولي في اربعة حروب ، كل هذا لم يشفع لأحمد شفيق ، ولذا قام ابطال النخبة الاشاوس بفرضياتهم القشرية بتحييد هذا الانسان واعتباره جزءا من نظام سابق ، غير ان كل ما فعله اثبت بالارقام أنه كان يعمل خادما لمصر ولمواطنيها ، لا خادما لنظام ولا رأسه ...بينما محترفوا الكلام يمارسون الاقصاء والقمع وتصنيف الناس وكأنه لم تحدث ثورة ، فهم مباركيون أكثر من مبارك ..يلعنونه نهارا ، ويمتهنون منهج تفكيره ليلا ...فهم امتداد نظامه الذي تهاوي ، بينما هم يشيرون الي الناس متهمين اياهم بانتمائهم للنظام السابق

ما الذي يصلح لمصر ؟

الكفؤ القادر الذي لديه خبرة ، قادر علي احتواء المخالفين وجمعهم علي طاولة واحدة ، يعرف اين الضرر ويعرف كيف يصلحه ، بطولاته ليست ورقية ولا صوتية ، ونضالاته ليست عنترية ولا لاءاتية انتقادية اعتراضية وحسب . هذه الشخصية ليست في كثير من المرشحين ، واعتقد ان قول شفيق انه كان النظام الجديد في النظام القديم ، كان قولا محقا الي حد بعيد فهو في الواقع مؤيد بادلة لا حصر لها من انجازات وافعال لا يمكن تجاهلها ، وتثبت هذا الراي بلا اي مجال للشك

احذروا نخبة مبارك وخطابها الاقصائي

واعتقد ان غالبية الشعب المصري فطنت لتلك النخبة واصبحت في عداء معها يتزايد مع الوقت بسبب انها ادخلت مصر في جدليات لا قيمة لها وفرضيات ما انزل الله بها من سلطان واستمدت من " بكابورتات " نظام مبارك ادبياتها الثورية ، فهي مهترئة متماهية في القمع والعنجهية والتعالي وفرض حلولا نخبوية وشعارات عنترية تجعلهم في حالة عزلة متزايدة عن جماهير الشعب المصري .

اين اخلاق الاسلام ؟ أين القيم الليبرالية ؟

يستفزني ان بعض المرشحين الذين يعلنون مرجعيتهم الاسلامية يستخدمون منهجا غير اسلامي في التعامل مع الناس ، فالاسلام علمنا تقدير الكبير ، والاعتراف بالفضل ، وتمييز المسئ من المخطئ ، واعطاء كل ذي حق حقه ، والاعتراف بعمل من يعمل ، وشهادة الحق ولو كان ضد الهوى ....لا ادري كيف يريدون حكم مصر بالاسلام ، وافعالهم الشخصية لا تنتمي لهذه المرجعية ، ثم هم يقولون انتخبونا ليكون الاسلام اسلوب حياة ...تقصدون اسلوبكم انتم في الحياة ؟ بمعني اتهام الناس بالباطل بدون دليل ؟ واطلاق احكام مرسلة بلا اي ضمير ؟ والتقليل من شأن العامل واحتقار انجازه لانه يخالفك الراي ؟ والكلام بهنجهية اقصائية بشعة ؟ وفاشية تنضح بوضوح من كلمات يسمونها ثورية ؟

الغريب اني تربيت في مدرسة الاخوان المسلمين سنين طويلة وتعلمت الاسلام بشكل وسطي وكان من اول ما تعلمته هو ان صاحب الفضل نعترف بفضله ولو خالفك في كل معتقد ، وصاحب الحق يرد له حقه ولو خالفك في كل فكر او فكرة ...الغريب ان الفريق احمد شفيق يحترم كل منافسيه ، متمثلا اخلاق الاسلام تلك بدون اي راية اسلامية يرفعها ، ويفتح يديه للجميع من اجل الحوار والبناء كأفضل ليبرالي يتحدث عن قبول الاخر ...بينما المرشحين الاسلاميين والليبراليين يدوسون علي قيمهم التي يزعمون انهم ينهلون منها بمنتهي الصفاقة ثم يقولون ...هذا بضاعتنا فاشتروها .

نظام النخبة الجديد :لغة ثورية بمضامين مباركية

هو نظام خال من حلول فعالة مليئ بالمهاترات والجدليات الهزلية الخالية من مضمون ، يقصي المختلف ويتحدث بفاشية مطلقة ويمنع الاخر من حقه في التعبير ، ويستخدم اساليب التشويه والشيطنة للمختلف بقصد تدميره ، يتحدثون بلغة ثورية وافعالهم كلها مباركية ....ليس هذا التغيير الذي نصبوا اليه ...فلن نستبدل مباركا بنخبته ....شئتم أم ابيتم


No comments:

Post a Comment