Monday, December 26, 2011

تسعون دقيقة مع ....شفيق





بداية القصة




تسعون دقيقة مع الفريق أحمد شفيق في إبريل الماضي، كانت تسعين دقيقة هامة في استكشافي لهذا الشخص الذي اختلفت عليه الأراء ما بين مؤيد ورافض . تسعون دقيقة حاولت فيها الاستفادة من كل ما مررت به من خبرات في حياتي ومن عملي في حقوق الانسان والتنمية والنضال السياسي وغيرها من ملفات ، في تجربة ربما لم تكن سانحة للمواطن العادي من قبل في أن يقابل مسئولين رفيعين بهذه الشاكلة واليسر . سعيت لهذا اللقاء بكل حرص وإصرار وقد تأجل عدة مرات لانشغاله المتوقع ، وخاصة أني كنت قد نسقت مع العديد من الأصدقاء للذهاب إلي منزله والذي اصبح قبلة لكثير من افراد الشعب خاصة بعد أن قدم استقالته من منصبه في رئاسة الوزراء في شهر مارس الماضي حيث كانت وزارته ربما أقصر وزارة في مصر حسب علمي.








مطارات مصر :نقلة نوعية
كثير من المصريين يعرفون الفريق شفيق بسبب سمعته الحسنة وكفاءته وحسن إدارته وانجازاته المتعددة في مجال الطيران المدني الذي تولي مسئوليته من حوالي ثماني سنوات محولا مصر للطيران ومطارات مصر بشكل عام من خرائب سيئة السمعة إلى محطات دولية محترمة حازت علي مراكز متقدمة من أكثر من هيئة رسمية عالمية.(1)(2)(3)(4)
هذه معلومة معروفة لجموع المصريين ، فشفيق يمثل لهم نموذج بنائي ناجح في زمن الهدم






ضد التوريث
تفاءلت كثيرا عندما جعله مبارك رئيسا للوزراء ، بل قلت في نفسي : لما لم يصنع مبارك هذا من قبل ؟ ولما اضطر لتعيينه في ظروف احتجاجات بدلا من أن يضع رجلا ناجحا في موقع يمكن أن يغير فيه مسار سائر الوزارات التي اشتكى من أدائها طوب الارض طوال السنوات العشر الماضية ؟. كنت أعلم أن نظيف لم يكن يحب شفيق خاصة وأن اقوالا كانت تتناثر دائما حول احتمالية تولي شفيق لرئاسة الوزراء خلفا لنظيف ، نظيف الذي فشل ، كان يكره شفيق التكنوقراطي الذي لا ينتمي للحزب الوطني ولا يقبل أن يكون ألعوبة في يد جمال مبارك ولذا كانت وزارته خطا أحمرا يصعب علي نظيف وجمال وغيرهما أن يتجاوزاه مع رجل عسكري الخلفية ولا يوالي الجناح المنغمس في تجهيز مصر لمشروع التوريث .






لعنة مبارك
غير أن هذا التعيين المباشر من مبارك لشفيق تحول إلى سبة عند البعض خاصة بعد التعقيدات السياسية التي توالت أحداثها بعد ما يسمي بموقعة الجمل في يوم الأربعاء الدامي .ورغم تعهد شفيق أن كل المتظاهرين تحت مسئوليته الشخصية ، لم يعرف شفيق أن أمرا دبر بليل لتفريغ هذا الوعد من محتواه ، ورغم اعتذاره الشخصي بعد ذلك وتشكيله للجنه تحقيق أصدرت أحكامها بعد رحيل وزراة شفيق لانها استغرقت وقتا للبحث في التفاصيل المتعلقة بالحدث ، رغم هذا ..ظل البعض معتقدا أنه إما متواطئ – وهي شبهة برأته منها لجنة التحقيقات ذاتها – وإما غير قادر علي القيام ببعض مسئولياته ، والجدير بالذكر مثلا ان بعض المتظاهرين تعرض للضرب مرات عديدة في أربعة أشهر في وزارة عصام شرف وتبين بعدها أنه لا يعرف عنها الكثير من التفاصيل أو ربما لا يعرف عنها شيئا علي الإطلاق . وظني أن الفريق شفيق كان يأمل في أن النظام الراحل سيصدق بالفعل في استهلال بداية جديدة تكون أكثر شفافية وأقل فسادا وأحسن أداء ونفعا للمواطن ، كان اعتقادا مبنيا علي أمله في تصحيح مسار نظام اعتاد العبث بمصائر الناس ، لكن ارادة بعض الاطراف في النظام السابق في العودة للوراء كانت اقوي من اعتقاد شفيق، فحدث ما حدث في موقعه الجمل المؤسفة .






ألفاظ جدلية
أوافق البعض في أن اختيار الفريق شفيق لبعض الالفاظ قد لا يكون الافضل في بعض المواقف ، ولذا أخذ عليه البعض أنه يهزأ من المطالبين بحقوقهم والمعتصمين في ميدان التحرير ، رغم أني كنت أفهم ما يقوله بمنتهى السهولة بدون تفسير سلبي وقد تبين لي ذلك في مقابلتي الشخصية معه ووافقني صديقي الذي رافقني في كون الفريق شفيق شديد التلقائية وقد يحتاج إلى بعض الوقت ليشرح ما يقصد حتي لا يتم تفسير ما يقول بشكل سلبي. إلا أن أفعاله تشرح أنه لا يستهزأ ، بل ربما تبين لي من لقائي الشخصي به أنه ببساطة " ابن ناس " يعامل الناس بتلقائية ومودة حتى أنه تحدث معنا في أمور عائلية يفخر بها وعن أسرته في الشرقية وكأنه يعرفنا من زمن بعيد وكأننا بيننا وبينه رابطة قرابة .






أسطورة " الشعب يريد "
في حديثنا مع الفريق شفيق تبين لنا أنه ربما يشعر بشئ من الرفض الشعبي بسبب النقد الذي تعرض له من عدة قنوات فضائية خاصة ومن جرائد معروفة قام من خلالها أشخاص معروفون من الكتاب والمثقفين وبعض الإعلاميين بتسخير منابرهم للهجوم عليه تحت عدة شعارات وبفتح المنابر لاشخاص بعينهم وشباب بعينهم ليتحدثوا عن الثورة ومطالبها والتي ألحقوا بها فيما بعد مطلب رحيل وزارة شفيق تحت عدة تبريرات أهمها انه حلف اليمين أمام الرئيس السابق وأن شرعيته انتهت بانتهاء شرعية مبارك ذاته . بالطبع كانت هذه أسطورة ضمن أساطير عدة من أهمها أسطورة " الشعب يريد " ، وهي مضحكة للغاية ففور ان تترك ميدان التحرير بمن فيه تجد مصرا أخرى لها ألف رأي ورأي لا يعبر عنها ميدان هنا ولا ميدان هناك ، وكان من الملف للنظر أن ما يسمى بمليونية الثلاثاء التي خصصت لرحيل شفيق والتي سبقت استقالته بعدة أيام فقط لم يحضر فيها الا عدة الاف بشهادة من حضروا بأنفسهم وتبقي منهم حوالي الالف حتي نهاية الليل يهتفون " الشعب يريد " . من الملف ايضا ان فئات من هؤلاء الشباب يبتكرون مطالب قد يكون بعضها معقول والاخر هزلي او بعضها متفق عليه والاخر غير متفق عليه ثم يحشدون الناس علي بعض المطالب ثم فور ان يجتمع الناس تجد شعارات وطلبات مخفية ظهرت في هذا الميدان ،وقد تكرر هذا الامر في عدة مليونيات او الفيات تحريرية ثم تجد فيها التفافا واضحا حول نتائج الاستفتاء او دعوى لحل المجلس العسكري وتعيين مجلس رئاسي أو فرض ما يسمي بالدستور أولا وهكذا ، تكررت هذه الحركات الملتفة كثيرا جدا عبر مليونات او الفيات متتابعة ، حتي ان رفقاء الامس تقاتلوا فيما بينهم واختلفوا لانهم اكتشفوا ان المسالة برمتها اصبحت العوبة سياسية ومسرحية مضحكة ومؤسفة شعارها المرسل " الشعب يريد ".
ألفية رحيل شفيق يوم الثلاثاء السابق لاستقالته مباشرة كان المفترض فيها أن تكون مليونية بينما هي في الحقيقة تعبير عن ارادة قلة اعدادها يتراوح ما بين الالف والثلاثة الاف ، وباعتبار ان الميدان يمتلا بنصف مليون او اكثر ، فان اجتماعهم علي مطلب لا يعني انه مطلب المصريين على الاطلاق .
شرحت للدكتور شفيق ان مصر اكبر من ميدان التحرير ومن اي ميدان آخر وأن الناس يعبرون عن انفسهم وهذا حقهم ولكنهم فقط يعبرون عن انفسهم لا الشعب ، فاسطورة الشعب يريد التي انكشفت من شهور تبين انها سقطت في الامتحان في استفتاء 19 مارس وبجدارة حيث قامت كل هذه المنابر الخاصة الفضائية والورقية بحشد الناس في اتجاه راي معين بينما نزلت جموع المصريين لتقول شيئا اخر .
الشعب يريد الا يتحدث باسمه احد ، ولو اراد الشعب فليصوت في انتخابات ويضع رايه في صندوق انتخابي وهذا يحسم الامر .

بلوفر شفيق وترينج شفيق أيضا
ضايقني جدا سخرية البعض من " بلوفر شفيق " رغم ما يعنيه هذا " البلوفر " من تواضع الرجل ومهنيته وتقديره لقيمة العمل والانتاج وعدم تعقيده بل قال لي سائق تاكسي كان يعمل في مجال السياحة الذي انهار بشكل كبير الآن أن العاملين في المطار قالوا له أن الفريق شفيق كان يعتاد النزول بنفسه الي مواقع العمل و هو يرتدي " الترينج " ، ولعل وداع موظفي وزارة الطيران المدني له بالدموع عندما تقرر له ان يتولي رئاسة الوزراء شاهد آخر علي محبة الموظفين له وتبسطه معهم .






القانون فوق الجميع
أضحكني سائق تاكسي اخر وهو يقول انه يلوم شفيق في انه قرر ان يزيل كل التعديات علي الاراضي الزراعية اثناء فترة الثورة لأن سائق التاكسي نفسه تعدى على ارض متحججا بكونه مضطر وأنه من الغلابة ، بل وقال أن لو شفيق ترشح للرئاسة ربما ينتخبه حتي بعد لومه هذا وإن كان يميل أكثر لعمرو موسى. أضحكني أنه لام شفيق في أمر يعرف هو شخصيا أنه ما كان ينبغي ان يفعله وهو التعدى على أرض زراعية.
وكم كان غريبا أن ثورة لها مطالب منها وضع حد اقصي للأجور ، لم يلتفت كثير من "ثوارها" إلى أهمية الإجراء الذي قام به شفيق عندما بدأ بتطبيق هذا المبدأ علي الإعلاميين الذين كان يتقاضي بعضهم تسعة ملايين جنيه مصري في السنة من أمثال محمود سعد الذي افتعل معركة اعلامية مع شفيق متغلفا بجو الثورة بينما هو – كما يبدو لي – لم يعجبه ان يقوم شفيق بتطبيق احد مطالب الثورة عليه هو شخصيا ، وكم كان مضحكا أن تكون " ثوريا " علي الناس ولا تريد لقيم هذه الثورة ان تمس مصالحك الشخصية ...وهو ما اشعر بأنه مرض أصاب الكثيرين من اصحاب الصوت العالي المتمسح بالثورة .








بلاغات كيدية وصحافة صفراء
انفجرت ماسورة بلاغات ضد شفيق بلغت العشرات بشكل فجائي بعد تركه لرئاسة الوزراء ورغم ان كثير منها ثبت أنه كيدي بالفعل ، الا ان تعمد بعض الجرائد المصرية أن تنقل الاخبار عن هذه القضايا وكأنها جرائم مثبتة أو حقائق بل ووضع صور لورق يسمونه مستندات رغم ان هذه المستندات قد يعتريها ما يعتريه من تلفيق أو كيدية إلا أن الجرائد تعمدت نقل هذه الاخبار بشكل غير حرفي ومنافي لمهنة الصحافة بل ويعرض البعض للمقاضاة ، بل ووصل الحد الي تاليف الاخبار والكذب التام ووضع تحليلات واراء في شكل اخبار ، لدرجة ان وزير مثل شفيق كان مشهودا له في عهد مبارك بالنزاهة والكفاءة يبدو الان ولوهلة انه اكثر فسادا من احمد عز وفتحي سرور وصفوت الشريف وسائر افراد العصابة كلهم مجتمعين ، وان هذا لمضحك بشكل هستيري وأعتقد أن من تبقي من فلول النظام البائد من انصار نظيف اصحاب المصالح المتبقية في التخفي وراء ستار الثورة هم أصحاب المصلحة بشكل أساسي في تشويه سمعة شفيق لذا يحاولون الزج باسم شفيق في اخبار مسيئة لسمعته في محاولة لتشويه تاريخه في حال اذا اراد الترشح للرئاسة ، وكذلك بعض انصار مرشحي رئاسة اخرين يحاولون تلميع مرشحيهم بترويج اكاذيب عن شفيق وكذلك تحمس بعض المنتسبين للثورة في كراهيتهم لاي رمز خدم في سياق النظام السابق معتبرين ان هذا عهد قد انتهي ويجب ان ينتهي معه كل شخص عمل فيه ولو كان نزيها .
الغريب ان عشرات الاخبار عن استدعاء شفيق وادراج شفيق في قضية هنا او هناك لم يصدق منها خبرا واحدا فترى من الذي يؤلف هذه الاخبار محاولا تشويه سمعة الرجل ؟






مصر اولا
قال لنا الفريق شفيق وهو يتحدث عن تعقيدات الثلاثين يوما التي تولى فيها منصب رئاسة الوزراء أن الأمر لم يكن سهلا بل وفيه من التفاصيل التي تكشف عن تحديات كان عليه أن يتعامل معها بحكمة خشية أن تنهار الحكومة بينما ينتظر الشعب منه أداءا متميزا وحلولا سريعة لمشاكل متراكبة فقد كان في سباق مع الزمن لحفظ الأمن وتقوية عجلة الانتاج وعدم الزج بمصر في صراعات داخلية ، كان عملا شاقا بالطبع . تحدث معنا بشفافية شعرت فيها بالثقة ان هذا الرجل كان يحاول العمل في جو صاخب ملئ بالضغوط حتي انه قدم استقالته في مرة من المرات وتم رفض هذه الاستقالة ، فالرجل حاول ولما شعر ان ما يفعله مهما كان مهما او ناجزا فلا معنى له في ظل الصوت العالي .



قال عن البرادعي
تبين لي أنه يعلم أن منصب الرئاسة منصبا مضنيا في ظروف كتلك ولقد تفاجئنا عندما تحدث عن البرادعي بأدب جم رغم معرفتي أن البرادعي انتقده بشكل اعتبره أنا شخصيا فظا – كان مما قاله عن البرادعي انه كان سعيدا بمحاولات البرادعي لمناوشة النظام السابق ولو من بعد رغم عدم اقتناعه بكل شئ صنعه البرادعي أو بقدرته علي قيادة مصر بسبب خلفيته في الخارجية والتي يعتقد انها لا تكفي لفهم الشأن المصري وحل مشاكله . تحدث عن البرادعي بشكل مهذب جدا وانتقده نقدا لا يقدح فيه وكذلك اقر له بجهوده في محاولات الاصلاح. الرجل يحترم ويقدر حتي الذين يتناولونه بنقد مسئ ، بينما هم لا يقدرون من انجازاته شئ.






أحمد زويل
حدثنا عن أحمد زويل وتمنى لو كان زويل قادرا علي الترشح لولا انه مزدوج الجنسية ، بل قال لنا أنه لا يمانع أن يعمل تحت إدارة يرؤسها زويل لثقته في رؤية هذا الرجل وما يحمله من اصلاحات يمكن ان تغير التعليم في مصر وتصنع ثورة ثقافية غير مسبوقة .
حدثنا عن بعض انجازاته العسكرية والمدنية والمنهج الذي يتبعه في حل المشاكل العملاقة بخطوات مدروسة يمكن أن تحقق نتائج سريعة على المدي القصير ليثق الناس في قدرتهم علي تحقيق شيئا ما على الأرض فيصبروا ليحققوا نجاحات علي المدى البعيد وشرح لنا هذه النظرية في طريقة عمله في المطارات حين تولى منصب وزير الطيران المدني وكيف استلم الوزارة وفيها ما فيها.

الأمن القومي المصري
حدثنا عن رؤيته للأمن القومي المصري وطرق التعامل مع الملف الاسرائيلي العربي ، وحدثنا عن ملف الأمن الداخلي وطرق التعامل معه وقد كان شرح بعضا من هذا في لقاء تلفزيوني اذكره قبل قراره بالاستقالة من منصب رئاسة الوزراء.
ضايقه بشده ان كتابا يحترمهم وتعلم منهم يكذبون او يبالغون ثم يأتي احدهم ليعتذر له في السر ، وتحدث عن معرفته بأشخاص يصرون علي الزج باسمه في ما يسئ له ليشوهوه وأنه متيقن أن الوقت كفيل بحل كل هذه المشاكل وأنه يعلم جيدا أنه قام بعمله متحريا الدقة والاتقان والنزاهة وأن الله لن يضيع هذا .
حدثنا عن عدم صبره عن غير الأكفاء والمستهترين بحياة الناس وأنه لا يبقيهم في العمل اذا تبين له بالدليل القاطع انهم لا يصلحون فالكفاءة بالنسبة له اولوية
حدثنا عن الملف الوطني والعلاقة بين المسلمين والمسحيين وداعب صديقي المسيحي الذي رافقني في هذه الزيارة فأضحكنا جميعا واشعرني بتوازنه خاصة أنه تحدث عن رغبته في تعيين مسيحيين في مناصب وزراء بناءا علي الكفاءة وذلك عندما كان رئيسا للوزراء






سقوط علاء الأسواني وأشباهه
كانت زوجتي وكثير من أصحابي يحبون القراءة لعلاء الأسواني ، أنا شخصيا لم احب رواياته ، ولكني لم اكن احمل له اي نقد سلبي ، غير ان موقفه المشين في تعامله مع الفريق شفيق في برنامج اون تي في الشهير كان كفيلا بتصريح زوجتي لي أنها ندمت انها قرأت له سطرا واحدا وانها صدمت فيه وفي عدم قدرته علي احترام الرأي الآخر وآلمها بشدة انه زايد بدم الشهداء واصبح يصرخ بشكل همجي ..لقد سقط بكل ما تعنيه الكلمة من معنى ....وسقطت معه مثالية النخبة التي تبشر بالديموقراطية والحرية واحترام الرأي الاخر ..وتبين لي شخصيا ان هذا النموذج يعشش بيننا الان في شكل كتاب ومثقفين يتحدثون عن اشياء لا يستطيعون تمثلها .






تخاريف صحفية
تعبت من قراءة " الفتيا " والتحليلات التي يسوقها الكثيرون في شكل حقائق واقعية ومعظمها من حكاوي الناس وكلامها مرسل ليس عليه اى دليل ، حيث اشعر ان ما يسمي بالصحافة المصرية تتحول كلها الي صحافة صفراء بإيوائها لكتاب لا يملكون من الدنيا غير قلم يكتبون به وفقط ولا مهنة لهم غير الحكايات حتى أن بعضهم يؤلف قصصا ويدعى أن فلانا اتصل به وعلانا اخبره ...ومذيعا كنت احترمه ينتهج هذا المنهج ذاته رغم أنه يعلم ان هذه الطريقة ليست مهنية فهو ليس صغيرا علي مثل هذه الترهات .






استطلاعات رأي
صنعت استطلاعا للرأي ليتم توزيعه علي المصريين في الشارع وكان من الاماكن التي وصلت لها مصنعا في القاهرة الكبرى فيه مئتي موظف ، خمسة وخمسون منهم استجاب للاستطلاع وتعجبت ان شعبية الفريق بينهم عالية رغم كل الاعلام السلبي وتفاجئت من حواراتي مع المارة وسائقي التاكسي وغيرهم ان هذا امر حقيقي وليس متوهما ...وكان مما اسمعه عن شفيق انه محترم وانجازاته واضحة يعجبهم حزمه العسكري وتواضعه في التعامل مع الناس وقدرته علي وضع حلول لمشاكل مزمنة والاستعانة بالكفاءات . الكثيرون قالوا انظر كيف اصلح مصر للطيران وكيف وضع المطارات المصرية في منافسة عالمية .






رجل علي خلق
الفريق شفيق اخرجنا من هذا اللقاء بصورة اعتقد انها تطابق الاصل ، وانه رجل محترم يملك القدرة علي المبادرة ولا يخشى المخاطرة ، لا يحتقر معارضيه و ليس من شيمه الرد عليهم بطريقتهم السوقية احيانا والمليئة بالكذب احيانا أخرى .




شهادة سائق تاكسي
قال لي سائق تاكسي لقد ظلم مبارك شفيق ، فقلت له هل هذا رايك وحدك؟ فقال لي بل اراء كثيرين يركبون معي كل يوم ، سألته بوضوح هل تنتخبه ان ترشح للرئاسة فقال لي : انا اثق فيمن له انجاز علي الارض فيمن يستطيع البناء وفيمن يعرف مصر ومشاكلها وفيمن نعرفه عنه النزاهة والامانة والحزم ، هذه كلها خصال في شفيق ...ولو ترشح سأنتخبه .
دلل لي هذا الرجل البسيط وهو شاب يلبغ من العمر السابعة والعشرين ان المصريين سئموا الكلاشيهات والكلام المرسل ويبحثون عن باني ومعمر وحلال مشاكل معني بالشأن المصري أولا ، ومن خلال لقائي بشفيق .....ان ما اعرفه عن الرجل طوال السنين الماضية ...اثبتته التسعون دقيقة بلا شك ...




وشهادة سائق تاكسي آخر
مشتكيا من حال البلد والفوضى التي ضربت فيها ، حيث قال انه لا يمانع في ان يحكم مصر الجيش لاننا اسئنا استخدام الحرية – حسب قوله – غير اني لم اوافقه في ان الفوضى الحالية ستدوم وانه من الطبيعي ان يحدث تغييرا للافضل عبر الشهور القادمة .كان مما قاله هذا الرجل ان شفيق رجل نزيه ويعجب من محاولات تشويه سمعته ويعتقد ان البعض قد يكون قد نجح في نشر اشاعات وقد يصدقها البعض ، وقال انه يخشي ان هذا الرجل او غيره ممن لا يقبله – معتصموا التحرير – حتي لو فاز بسبعين في المائة في الانتخابات سينزلون الشارع ويعترضون ويخلقون فوضى ونستمر في هذا المولد – حسب قوله – قلت له : حينها سانزل انا وانت ومئات الالاف لحماية الديموقراطية وبما تاتي به ، لان الصندوق هو الفيصل بيننا وهو الوحيد الذي يمكن ان يخبرنا ماذا يريد الشعب . وافقني غير انه كان متشائما . الرجل كان مهندسا معماريا في احد دول الخليج ويعمل الان سائقا لتاكسيه الخاص الذي يمتلكه وهو في الاربعينيات من عمره




مرشح رئاسي محتمل ؟
قال له صديقي ونحن نودعه : سيادة الفريق اكثر من المستشارين حولك واحط نفسك بقدر من الشباب يشاركون معك في التفكير والبحث عن حلول . قلت له : نحتاج الى برنامج انتخابي قوي يا سيادة الفريق يعالج قضايا كبرى ، وتركناه وهو لا يعرف ان كان سيرشح نفسه ام لا ..قائلا لنا ربما يرشح نفسه من هو افضل منه ، او من يخدم مصر بشكل احسن ، قال له صديقي : سيادة الفريق نحن نعنقد انه عليك ان ترشح نفسك ففي الحالتين سنربح ، فلو ترشحت وخسرت في الانتخابات ستثري السباق الانتخابي بلا شك وان ترشحت وفزت فسيكون هذا ايضا اثراءا لمصر .




مصر 28 يناير ..تختفي
رأيي من رأي صديقي ، شفيق ليس ملاكا ولا هو منزه من الاخطاء ، ولا اعتبر انه يملك حلولا سحرية في زمن لا ينبغي فيه ان نعود الي الوراء ونقدس فيه الاشخاص ...نحن لا نعبأ بخبر عن مسئول يحدثنا عن مدي تواضعه لاكله في محل فول وطعمية شعبي ، بل نريد نجاحات وانجازات بشرية ممكنة ...ونريد مصر افضل ....ما حدث يوم الثامن والعشرين من يناير من نزول افراد الشعب العاديين مطالبين بالكرامة والعدالة والاصلاح ...هو ذاته القيم التي اراها تختفي من كتابات المثقفين من النخبة الذين قفزوا علي الثورة ويزايدون بدم الشهداء لاسكات المخالفين لهم حتى اصبح النقد اصعب مما كان سابقا ...ليس هناك كتالوج نبحث فيه عن حلول ولا توجد تيارات نقصيها حتي نعتبر اننا علي الطريق الصحيح ...هناك بشر وهناك قيم وهناك احتياجات ومصالح ، وهذا ما نريد وحسب ...هذا ما طلبناه منذ الخامس والعشرين من يناير ..خطوة افضل للامام ، بلا مزايدة ولا شعارات ولا تقليد ولا اسكات للافواه التي تريد ان تمارس النقد الموضوعي .


أنا ثائر ..أنا أؤيد أحمد شفيق


تعرفت علي ياسر في أحد الفعاليات التي كانت مخصصة للتعرف علي الفريق أحمد شفيق ، وكان يتحدث مع شخص آخر بصوت عالي فاستمعت الى حواره وشدني للدرجة التي استئذنت ان اشارك فيه . ياسر مهندس الكترونيات متزوج وله طفل ويبلغ الثلاثين من العمر وكان ممن شارك في يوم 28 يناير مع زوجته ووالديه وكان ممن حضر ملحمة قصر النيل المعروفة والتي لها صور منشورة في ارجاء الانترنت . ياسر يتحدث عن خطف لقب ثائر ولصقه بمجموعة صغيرة احترفت الحديث باسم الشعب حتي انه اصبح لا يجد نفسه ممثلا وغيره كثيرون ممن شاركوا في يوم 28 يناير ...اليوم الحقيقي للانتفاضة الشعبية التي غيرت مسار الاحداث وصنعت تاريخا غير مسبوق لمصر وللمنطقة ، وهو نفس اليوم الذي مات فيه الكثيرون ايضا وهو اليوم الذي يستحق بجدارة ان يخلده التاريخ .


ياسر يتحدث عن كثير من اصدقائه من الذين يرون في الفريق احمد شفيق شخصا نزيها نظيف اليد كفؤا وقادرا علي الاداء والتنفيذ ولا يعيبه ان يكون وزيرا سابقا في النظام السابق...كان مما قاله : لو كانت كلمة " نظام قديم " كلمة يراد بها التضليل حتي يقوم البعض بتصفية حسابات سياسية والقفز علي الشعب فليكن اذن ولذا انا احب ان اقول ان شفيق كان هو " النظام الجديد " في قلب " النظام القديم " مثله مثل حسب الله الكفراوي واخرين كانوا يتقنون ما يفعلون ويتقدمون في زمن التقهقر والفساد .


يقول محمد وهو طبيب في السابع والعشرين من عمره وشارك في الثورة من يوم 25 وحتي التنحي انه يشعر بان هناك اشخاص يريدون ان يوهموا الناس ان " طلبات الثورة" هذه مسالة اجماع ، هناك اشياء لم يتفق عليها احد ، ولو كان بعض الذين شاركوا في الثورة لا يحبون شفيق فانا من الذين شاركوا واحبه واري شيئا اخر تماما وليس من حق اي انسان ان يقول " الشعب يريد " وهو لا يمتلك هذا الحق بحال "


الشاهد هنا ان الفريق شفيق ينتمي مؤيدوه لقطاعات عدة ، سواء من الذين شاركوا في 25 يناير وما بعدها او الذين لم يشاركوا ويسخر منهم بعض المتحذلقين من النخبة باعطائهم لقب " حزب الكنبة " او من الذين يعتبرون 25 يناير خطئا ، ومن الكذب المريع ان يحاول رافضوا شفيق ترويج فكرة ان من يؤيد شفيق خائن للثورة او للوطن او خلافه ...فهذا كذب يتبين لك فور نزولك الي الشارع واحتكاكك بالناس ، وعلي المتحدثين باسم الشعب من النشطاء ان يكف عن ممارسة نفس الاسلوب السابق للنظام السابق في التضليل والكذب فلقد اصبحوا سواءا واعتقد ان كثيرين بدأ يتبين لهم هذا مع مرور الوقت



تحدثوا معه بدلا من أن تتحدثوا عنه
تسعون دقيقة مع شفيق ....كنت اود ان يقضيها ثمانون مليون مصري معه ايضا ...واعتبر هذه دعوة لوسائل الاعلام وكثير من الكتاب الذين اعرف انهم يحترمون الفريق شفيق وبدءوا يخشون الكتابة عنه مخافة انتقادهم ، ادعو وسائل الاعلام ان تكف عن الكذب وان تبدا بعمل حالة حوار خاصة وهم يعلمون ان الفريق شفيق يعرفه المصريين اكثر من اخرين قفزوا علينا قفزا ...وان كثرة الكذب لن تاتي بالنتيجة المرجوة .....الرجل عندهم وقريب منهم ...بدلا من ان يتحدثوا عنه ...فليتحدثوا معه
وليمضوا هم ايضا تسعون دقيقة معه ....وسيتفاجئون ان كثيرا من المصريين كانوا يعرفون ..ان شفيق ...رجل يستطيع البناء ويحب مصر.

..................
(1) اختيار الفريق أحمد شفيق لوضع رؤية عالمية للطيران المدني حتى عام 2050 :
http://213.158.162.44/~gomcom/index.php?action=news&id=77967



(2) Cairo Airport : One of the most improved airports in Africa: http://www.airportparking.org/most-improved-airports






(4) مصر للطيران مع العشرة الكبار في وضع سياسات النقل الجوي العالميhttp://www.dostor.org/society-and-people/variety/10/june/18/19565



مقالات رأي عن الفريق أحمد شفيق
بعد 25 يناير
- تعظيم سلام للفريق شفيق (موقع بص وطل)
http://www.boswtol.com/politics/opinion/11/march/3/28290
- أسرار الانقلاب علي الرئيس المخلوع (جريدة الخميس)
http://www.elkhamis.com/News-55609105.html






- الطيران " عسكري " لحين إشعار آخر ( الدستور)http://www.dostor.org/opinion/11/july/19/48681

قبل 25 يناير



النواب يتسابقون لكيل المديح لوزير الطيران المدني «أحمد شفيق» (جريدة الدستور)http://www.dostor.org/politics/egypt/10/june/19/19716



- ما لا أتمناه لأحمد شفيق (جريدة المصري اليوم)http://www.almasry-alyoum.com/article2.aspx?ArticleID=276970&IssueID=1953



- أحمد شفيق وزير الطيران المدني : طفرة في صناعة النقل الجوي (الأهرام ومجلة نصف الدنيا)http://digital.ahram.org.eg/articles.aspx?Serial=142992&eid=881



- الفريق شفيق وأوراق التلفيق (موقع مصرس وصوت الأمة)
http://www.masress.com/soutelomma/3924

No comments:

Post a Comment